ذكر الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل من جبال تهامة . إذ أقبل شيخ بيده عصا فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ،فرد ثم قال
نغمة جن وغمغمتهم من انت؟) قال : انا هامة بن الهيثم بن لاقيس بن إبليس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم): فما بينك وبين إبليس إلا أبوان فكم أتى لك من الدهر؟) قال: قد أفنيت الدنيا عمرها ألا قليلا . ليالي قتل قابيل هابيل كنت غلاماً ابن أعوام ، أفهم الكلام وآمر بالآكام . وأمر بإفساد الطعام، وقطيعة الأرحام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بئس عمل الشيخ المتوسم ، والشاب المتلوم ) قال: ذرني من الترداد إني تائب إلى الله عزوجل ، إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه ، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى وأبكاني. وقال:لا جرم إني على ذلك من النادمين. وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين . قال: قلت: يا نوح إني كنت ممن اشترك في دم السعيد الشهيد هابيل بن آدم . فهل تجد لي عندك توبه؟ قال: يا هام هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة إني قرأت فيما أنزل الله علي ليس من عبد تاب إلى الله بالغ أمر ما بلغ إلا تاب الله عليه ، قم فتوضأ واسجد لله سجدتين ، وقال: ففعلت من ساعتي ما أمرني به فناداني : ارفع رأسك فقد نزلت توبتك من السماء، فخررت لله ساجداً.
قال : وكنت مع هود في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني ، فقال: لا جرم إني على ذلك من النادمين ، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين . قال: وكنت مع صالح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى وأبكاني . وقال: أنا على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
وكنت أزور يعقوب ، وكنت مع يوسف في المكان الأمين ، وكنت ألقى إلياس في الأودية ، وإني لقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراة وقال: إن لقيت عيسى بن مريم فأقرئه مني السلام ، وإني لقيت عيسى بن مريم فاقرئه عن موسى السلام ، وإن عيسى قال: إن لقيت محمداً صلى الله عليه وسلم فاقرئه مني السلام . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه فبكى ثم قال
وعلى عيسى السلام ما دامت الدنيا، وعليك السلام يا هام بأدائك الأمانة) قال : يا رسول الله افعل بي ما فعل موسى إنه علمني من التوراة. قال: فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت الواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، والمعوذتين ، وقل هو الله أحد ، وقال
ارفع إلينا حاجتك يا هامة ، ولا تدع زيارتنا) قال عمر فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعد إلينا فلا ندري الآن أحي هو أم ميت؟